Dream

by Amir A.Fattah Thu Feb 21, 2008 3:03 pm

القصة المختارة حاليًا لنمط الحلم

الزنبق

سكون يغلف المكان أجمع...أنا وهى وحدنا...كأننا داخل مكان مقدس يتوجب علينا الصمت...ولكننى ظللت أرمقها فى حب واشتياق فلقد عادت أخيرًا بعد أكثر من عام ونصف العام...بعدما تركتني وحيدًا...عادت...عادت لأراها ولكنها اليوم ليست ككل يوم إنها مختلفة...عيناها تشعان بريقًا خافتًا ووجها يتحول من اللون الوردي إلى اللون الأبيض الشاحب...شعرها ينسدل برقة على جبينها يدغدغ رموشها...إنها اليوم مختلفة...يداها تحولتا بفعل البرد إلى اللون الأبيض أيضًا...شفتاها التى لم أنتبه إليها إلا الآن الزنبق...شفتاها كالزنبق تحولت من الزهرة الحمراء الزنبقية إلى زهرتها البيضاء...وسط تأملاتى شعرت أخيرًا بالمطر يسقط قطراته الخفيفة معلناً عن وجود شئ خفي...شعرها المنسدل كف عن الدغدغة بعدما تساقطت عليه بضع قطرات من المطر فأصبح يرتجف بردًا...شعرت بها الآن عندما شاهدتها تتأملنى هى أيضًا ترتجف فضممتها إلى صدري خيفة أن تصاب بالبرد...وعلمت الآن أنها ذهبت وهى في أحضاني...ذهبت دون رجعة...ولكننى سوف أتبعها إلى حيث ذهبت عما قريب...علمت لم تجمهر الناس حولي ونحن بعد منتصف الليل...فى صمت وسكون انجذبت مني ولكنني تشبثت بها لن يأخذها أحد مني مرة أخرى...سأظل معها دائمًا...
*****
حاولت إغلاق عيني ولكنها أبت أن تطيعني...فاتجه وجهي نحوها هى حتى أتأكد أنها إلى جانبي...وجدتها إلى جانبي نائمة كالملائكة إن كان يؤذن لهم بالنوم...تأملت شعرها الغجرى الذى ألقى عطرًا خفيًا على فراشنا...دقات الساعة تخبرني أنها الثانية بعد منتصف الليل...فنظرت إليها مرة أخرى فشعرت بانقباض حيث أنها لا تتنفس...هززتها...احتضنتها...قمت مسرعًا لأطلب طبيبًا ليأتى إلينا...الهاتف معطل...عدت إليها وحملتها بين يدىًّ وهبطت بها الدرجات الخشبية...تصدر أنينًا خافتًا...
*****
أنا الآن بالشارع...ليس هنالك من أضواء...ما عدت أرى شيئًا إلا هى...شتاء الليل يذكرنى بقبلتها الحنون على وجهي المبلل بقطرات المطر...حفيف أوراق الأشجار...هفيف نسمات الرياح...ما زال يذكرني بكلماتها وصوتها الناعم الدافئ...سقطت على الأرض باكيًا...رسمت على شفتيها قبلة...لعلها تشعر بحرارة قبلتى...أغلقت عينيها ثم عينيَّ رغمًا عنها...لكننى وجدت ذلك الضوء الذى يشع...علمت الآن أن أمنيتي قد تحققت...لقد لحقت بى ولم تحتمل العيش على ذكرى من ذكرياتي معها...لقد تلامست روحينا معًا وستظل للأبد سابحة في بحار سرمدية...

Amir A.Fattah